الخميس، 1 مارس 2012

العرب قبل الإسلام


لحمد لله الذي قصم بالموت رقاب الجبابرة و كسر به ظهور الأكاسرة و قصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور و من أنس العشرة إلى وحشة الوحدة و من المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل فانظر هل وجدوا من الموت حصنا 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله
السلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته  
كان العرب قبل الإسلام يعيشون حياة اجتماعية والاقتصادية وثقافية بسيطة خالية من التعقيد كذلك حضارتهم.فليس لهم من العلم المنظم إلا الحظ القليل وليس أدل على ذلك مما رواه ابن خلدون من أن الذين يقرأون ويكتبون بين قبائل العرب كان عددهم لا يزيد على سبعة عشر قبل الاسلام.وإذا استثنينا بعض الآثار والنقوش البسيطة التي كشفت لنا عنها الدراسات الاثرية الحديثة في جنوب جزيرة العرب وشمالها فاننا لا نجد للعرب آثار فنية ومعمارية تذكر أو تصل إلى مستوى الآثار التي تركتها لنا مثل الشعب الهندي والشعب الفارسي
وكانت المعتقدات الدينية التي يدين بها العرب في جاهليتهم بسيطة هي الاخرى لا تحمل على التفكير ولا تدفع إلى التفلسف.فقد نسوا دينهم القديم دين إبراهيم عليه السلام ولجأوا إلى عبادة الاصنام لتقربهم إلى الله زلفي فأننا نجد للعرب في جاهليتهم نظاما فكريا متكاملاً يمكن أن نسمية فلسفة بالمعنى الصحيح.فكل ما كان لهم في مجال الفكر فلتات من اللسان أو خطرت من الحكمة مما يحض على الشجاعة والخصام الحميدة ومن الاراء البسيطة الخاصة بالوجود والحياة وأوضح ما يتجلى هذا الجانب الحكمي أو الفكري لدى العرب في أدبهم نثراً وشعراً . ومن شعرائهم الذين اشتهروا بقول الحكمة في شعرهم طرفة بن العبد وزهير بن أبي سلمى ولكن بالرغم من علمنا بكل هذه الاثار الحكيمة التي وردت في الادب العربي الجاهلي فأننا لا نستطيع اعتبارها فلسفة بالمعنى الصحيح والحق الذي لا مرية فيه أن التفكير الفلسفي الصحيح عند العرب م يبدأ إلا بعد ظهور الاسلام واتساع ثقافتهم واحتكاك ثقافتهم بثقافات اخرىوبروز مشاكل سياسية وقضايا فكرية تحتم عليهم التفكير من ظواهر الحضارة كالعلوم والفنون والاداب والقدرة التقنية وغيرها.وهي لا تزدهر في المجتمع إلا بعد بلوغة درجة معينة من التقدم الثقافي وسبب ذلك أن الفلسفة تاج العلوم والرابط الذي ينظم اتسامها فأن لم يتقدم العلم لم تتقدم الفلسفة ومعنى ذلك كله أن الفلسفة والعلم يسيران جنباً إلى جنب وإذا كان ظهورهما في نضجا عقلياً لا قبل للمجتمع به في سنى حداثته.

0 التعليقات:

إرسال تعليق