الاثنين، 5 مارس 2012

حـــــــوّاء - ابراهيم العريض- " نادي قطوف الجمال"


 
  

على مرفإ الشعر حطت أناملي ...
لتبحر الكلمات وتغرق مشاعري...
ولكم يا أهل الفصيح أنقل هذه القصائد...
 واليوم  أقدم لكم قصيدة من وحي أنامل : - ابراهيم العريض
- نبذة عن الشاعـــر -
ولد في مارس عام 1908 بمدينة بومباي بالهند من أب بحريني وأم عراقية، ذلك أثناء وجود أبيه هناك متاجراً في اللؤلؤ. ماتت أمه بعد ولادته بشهر، فأوكل أبوه تربيته إلى امرأة هندية. عاش طفولته وصباه الأول في الهند ودرس في مدارسها الابتدائية والثانوية حتى تخرج عام 1925 وعاد إلى البحرين ليعمل مدرسا للغة الإنكليزية. وتعلم اللغة العربية وآدابها على يد الأديب الشاعر سلمان التاجر.
فتح له مدرسة أهلية خاصة كان من بين تلامذتها مفكرون ووزراء وأدباء عرفوا بعد ذلك. وقام العريض في هذه المدرسة بكتابة بعض المسرحيات باللغتين العربية والانكليزية وأخرجها لتمثل على خشبة المدرسة. أهمها مسرحية (وامعتصماه). اشتغل مترجما في إحدى شركات النفط. ثم رئيساً لدوائر الترجمة في شركات النفط العاملة في إمارات الخليج من 1937 إلى 1967 استعارته حكومة الهند خلال الحرب للعمل في اذاعتها 1944 – 1945.
اشترك في المؤتمرات الأدبية المنعقدة في دمشق والقاهرة والكويت والإسكندرية وبغداد وغيرها، ممثلاُ بدعوة خاصة، ابتداء من مؤتمر الدراسات العربية الرابع للجامعة الأمريكية ببيروت 1954 - إلى المؤتمر الرابع للكتاب الأسيويين الأفريقيين بنيودلهي عام 1970.
توقف العريض عن كتابة الشعر في مطلع الخمسينات بعد صدور ديوانه (شموع) أكثر من ربع قرن كتب خلاله بضع قصائد قليلة ختمها بقصيدة طويلة كتبها مؤخرا بعنوان (مذكرات شاعر). وتبوأ العريض في هذا الربع الزمني الخالي من الشعر عددا من المراكز الهامة كان في مقدمتها رئاسة المجلس الوطني التأسيسي، عام 1973 م، أصبح بعدها سفيرا متجولا بديوان الخارجية عام 1975 وهو منصب ظل يشغله حتى توفى في عام 2002م.
 - القصيدة -
** حــــوّاء**

تَمثّل الحبُّ للفنّان بين يدَيْذكراه.. كالنار تغشى طُورَ سيناءِ
وقال حين رآه في تَململهِيُقلّب الطرفَ بين الزهرِ والماء
«يا من عَكفتَ على الدنيا وزينتَهاحتى صممتَ عن الأنغامِ من نائي
تحيا الحياةََ بلا إلفٍ تلوذ بهِإلا ارتيادَكَ في أفياء فيحاء
حتى كأنّ ضلوعاً أنتَ حاملُهاتُطوى على كبدٍ ليستْ بحَرّاء
هذا الوجودُ إطارٌ لا كفاءَ لهُوغايةُ الفنِّ فيه رسمُ «حَوّاء»
لها الشبابُ الذي تشفي برُقيتهِما كابد القلبَ من صدٍّ وإغراء
لها الجمالُ الذي تعنو لعزّتهِفيما تُشاهد من ظِلٍّ ومن ماء
لها الودادُ الذي تبقى أشعّتُهُتنير خطوَكَ في طوفان أهواء
كأنها الشمسُ إشراقاً.. تُبادلهامرآةُ قلبكِ لألاءً بلألاء
لا تكذبِ النفسَ في مجدٍ حلمتَ بهِفلستَ تُحْسِنُ إلا قولَ «أهواها»
شُغِفْتَ بالحسن لا تنفكّ تطلبهُعيناكَ .. حتى ولو في كأس صهباء
وليس أجملُ ما في الكون من أثرٍإلا اقتباساً بدا من شكل حسناء
انظرْ إلى شفتَيْها، هل ترى زَهَراًيفترّ عن نُقَطٍ كالطَلّ وَطْفاء ؟
انظرْ إلى وجنتَيْها، هل ترى شفقاًيلوح من شعرها في وَسْط ظلماء؟
انظرْ إلى ناظرَيْها، هل ترى أَلَقاًكأنه صادرٌ عن كوكبٍ ناء ؟
ما في الطبيعة من حُسْنٍ فمنعكسٌعن صدرها البضّ في عينيكَ يا رائي
وأطيبُ الطيبِ ما في الخلد من زَهَرٍوإنما غرستْها كفُّ «حوّاء»
فكيف تُكبِر من شأن الجميلِ ولاتُثيبها عن يدٍ قبّلتَ بيضاء
وما تؤمّل في الفردوس منفرداًإلا رجاؤكَ أن تَحظى بلُقياها ؟



0 التعليقات:

إرسال تعليق