استوقفت بنا الحافلة في احدى المدن ... هنا في المحطة..حيث هي النهاية للبعض والبداية للبعض الاخر..على امتار تسمع الاصوات تتعالى.. تعرف انك مقبل على بورصة التداول.. نعم فالجميع هنا يسعى للربح السريع .. يقدمون الى المحطة باكرا بجيوب خاوية.. وكل املهم ان يرزقهم الله طعام يومهم...
خيوط تنسج من هنا وهناك تتنافس لحجز تذكرة من الدرجة الاولى لاخواننا المسافرين وتعدهم بالراحة التامة..في ارقى الحافلات ,مع خذمة متميزة من مضيفيها..
جميع المحلات التجارية العالمية موجودة هنا تتنافس بشراسة للوصول الى جيب المسافر..حتى قبل ان تستوقف الحافلة وتستقر على حال ..يتهافت وكلاء الشركات الكبرى وراء الدراهم المتبقية للمسافرين..شركات الاغدية بمختلف انواعها:ابتداء بالمعلبات مرورا بالهمبرغر.. فطور الصباح, الغذاء,العشاء.. وحتى المكسرات ذات الجودة العالية
تنافسها بشدة شركات صناعة الادوية.. المحطة وحدها من تحمل ادوية خارقة تعالج جميع الامراض : مشاكل البشرة..الحلق الرئة ..البرد..الحر..ارتفاع الضغط..وانخفاض الضغط...الامعاء..الارجل ..الايدي..كل هذا بثمن لايسمن ولا يغني من جوع
اما من ضاق صدره وغم عليه كربه..فالخطباء والوعاظ هنا ايضا.. يكفي ان تشتري كتابا للصلاة او الدعاء ..فتضمن مفاتيح الجنة..وكما يحلو لهم ان يرددوا دائما"كلام الله يطفئ غضب الله"
ولا تنس اخي المسافر ان تبقي في جيبك بعض السنتيمات لان اخواننا الضعفاء ينتظرونها ليطعموا بها الافواه.. او يبنو بها مسجدا.. اويشترو بها الدواء..ولتحصل اخي الكريم على الدعوة المجابة من فم المتسول:"رافقتك السلامة"
0 التعليقات:
إرسال تعليق