إهداء
الى غريبة مثلي

ك ل م ة ا ل س ّر
كان وجيه قد سئم الحياة وهو شاب .
لقد يأس من البحث عن شريكته .
كان يمشي ويفكرُ في همومه وعزلته ووحدته لمن تنجيه وتأخذه من ذلك المكان وتضمه اليها .
- كيف سألتقي بفتاتي وأين هي ياترى ؟
مَرت الأيام والشهور وأوراق الأشجار أصفرت وتيبست وأخذتها زوابع الخريف من أغصانها ومالبث أن جاء الشتاء والربيع والصيف .
في ذلك الصيف وفي حديقة المدينة كان الشاب الذي أحب شبح إمرأة لم تعش, قد توصل لأول منزلٍ مهجورٍ من منازل الكآبه في تلك الصحراء التي عاشها بمخيلته .
باسمة , الفتاة اللطيفة والوقورة فشلت خطوبتها , فالخطيب كانت عيونه تدور لثلاثة مائة وستون درجة في السوق لما خرجوا في نزهة عصاري وأضطرت في المرة الأخيرة وقبل طرده الأبتعاد منه قليلاَ خجلاً من حركاته التهريجية تلك , تأتي من العمل وتجلس في الحافلة السائرة نحو المنزل وفي قرارتها تلوم ذويها الذين أختاوره وبالرغم من عدم توافره لما يُرضي أحاسيسها وحقها المقدس في اختيار حياة تصون كرامتها وتُطلِقُ أمانيها ..
- ولكن أين هذا الغبي الذي يبحثُ عنّي وكيف سأجده ؟ أين ومتى؟
تنهدت باسمة الجميلة ومن ثم قالت في نفسها مخاطبة ربّ العالمين , ياربّي مدد .
في مكان آخر من المدينة وفي الحديقة تلك وفي ذات الآن واللحظة والثانية كان وجيه الشاب مستلقياً على ظهره ومحدقاً في السماء الزرقاء , يُرَدِدُ نفس ذلك الكلام ..
- ياربّي مدد .
وبعد أقل من ربع ساعة من ذلك ووقت استغراق الطريق , كان وجيه سيمُرّ على صديقه الجديد مُراد والذي تَعرّف عليه في المكتبة أول أمس, للقاءه ولأستعارة كتاب منه وبينما خطوات باسمة المكسورة والتي ترجلت لتوها من الحافلة تقصّر المسافة الفاصلة عن لقاء رجل مهذب يقف على باب منزل العائلة لحظة وصولها ويقدم نفسه كوجيه ويطلب منها مناداة أخيها مُراد لو سمحت ..
ففي اللقاء الصغير ذلك تتفجر ينابيع الخير والجداول العذبة تسيل في الحياة تلك.
...... . r a f e d e n i ....
فبراير ٢٠١٢
0 التعليقات:
إرسال تعليق